قرار إيقاف على ذمة قضية هو من الإجراءات القانونية التي تؤخذ في حق شخص متّهم أو مشتبه به، بغرض ضمان سير التحقيقات، وحفظ الأدلة. لكن إستخدام هذا الإجراء يرتبط بضوابط قانونية واضحة في نظام الإجراءات الجزائية السعودي، ويتطلب توافر مبررات موضوعية.
في هذا المقال نستعرض الإطار القانوني والإجرائي لمفهوم قرار الإيقاف على ذمة قضية في السعودية، حقوق الموقوف، الخيارات المتاحة، وأفضل السبل للدفاع القانوني عن المتهم تحت هذا القرار.
جدول المحتوى
ما هو قرار إيقاف على ذمة قضية في القانون السعودي؟
قرار إيقاف على ذمة قضية يعني وضع شخص تحت التوقيف المؤقت — احتياطياً — بناءً على طلب الجهة القضائية المختصة مثل النيابة العامة أو المحكمة، لحين استكمال التحقيق أو إقامة الدعوى أو عرضه على المحكمة. تستند هذه القرارات إلى النظام السعودي للإجراءات الجزائية، الذي يهدف إلى ضمان عدم هروب المتهم أو تلاعبه بالأدلة.
في حال كان هناك دليل مبدئي ضد الشخص المتهم في جريمة معينة، فيمكن إصدار هذا القرار من النيابة العامة أو المحكمة، ويشمل هذا القرار المشتبه بهم في القضايا الجنائية الكبرى التي قد تؤثر على النظام العام أو الأمن في البلاد. كما أن القرار يُتخذ في سياق الإجراءات القانونية المنصوص عليها في النظام السعودي للإجراءات الجزائية.
الهدف من هذا القرار هو ضمان سير التحقيق بعدالة، بمنع هروب المتهم، ومنع تلاعب بالأدلة أو التأثير على الشهود، خصوصاً في القضايا الخطرة أو التي تمس الأمن العام.
مدة التوقيف على ذمة التحقيق والإيقاف: الضوابط القانونية
وفقاً للنظام السعودي، فإن مدة التوقيف على ذمة التحقيق ليست ثابتة، بل يمكن تمديدها بناءً على الحاجة. المدة الابتدائية للتوقيف تبدأ من خمسة أيام، ويمكن تمديدها بقرار من المحكمة أو النيابة العامة. في الحالات الأكثر تعقيدًا، يمكن أن تصل مدة التوقيف إلى (ستة أشهر) كحد أقصى في بعض القضايا، مع مراعاة ضرورة استكمال التحقيقات.
لكن، إذا كانت التهمة بسيطة أو الأدلة غير كافية، فإن المدة قد لا تتجاوز الأيام القليلة. في كل الأحوال، لا يجوز للمحققين أو النيابة العامة إبقاء المتهم في التوقيف لفترات طويلة دون تقديمه للمحاكمة.
الأساس القانوني: الإطار التشريعي لنظام الإجراءات الجزائية
- ينص نظام الإجراءات الجزائية على أن التوقيف أو الاحتجاز لا يجوز إلا “بأمر مسبب ومكتوب” من السلطة المختصة، مع تحديد مدة التوقيف بوضوح.
- يُعد التوقيف الاحتياطي إجراء مؤقت وليس جزاءً بحد ذاته، وهدفه تهيئة التحقيق أو جمع الأدلة وليس المعاقبة.
- يحق للموقوف — فور توقيفه — أن يتظلم أمام الجهة القضائية المختصة، سواء بإيداع طلب كتابي أو شفوي، لإعادة النظر في أمر التوقيف.
متى يُصدَر قرار إيقاف على ذمة قضية؟
تصدر جهة التحقيق قرار التوقيف على ذمة قضية فقط عند تحقق أحد أو أكثر من الأسباب التالية:
- وجود خطر حقيقي بهروب المتهم أو فراره خارج المملكة.
- وجود احتمال لتأثير المتهم على الشهود أو تلاعبه بالأدلة.
- في حال كانت الجريمة من الجرائم الكبيرة أو التي تمس الأمن العام أو المصلحة العامة، أو التي تستوجب حماية المجتمع.
- إذا تخلف المتهم عن الحضور إلى الجلسة أو التحقيق بدون عذر مقبول.
يجب أن يتم إصدار القرار من الجهة المختصة (محقق، نيابة، أو قاضٍ حسب الحالة) وبأمر مكتوب ومسبب.
هدف إجراء التوقيف على ذمة التحقيق في السعودية
يعد قرار الإيقاف على ذمة قضية خطوة أساسية لضمان سير العدالة وحماية الأدلة في القضايا الجنائية. إذا تم السماح للمتهم بالتجوال بحرية قبل محاكمته، فقد يتسبب ذلك في:
- منع المتهم من التأثير على الأدلة أو الهروب من التحقيقات.
- ضمان عدم التلاعب بالشهادات أو الشهود.
- الحفاظ على أمن المجتمع من خلال احتجاز الأفراد المشتبه بهم في قضايا قد تؤثر على استقرار الأمن.
- ضمان محاكمة عادلة من خلال حماية النظام القضائي من الضغوطات التي قد تؤثر في مسار القضية.
الشروط القانونية لإصدار قرار الإيقاف على ذمة قضية
يجب أن تتوفر عدة شروط قانونية ليتم إصدار قرار إيقاف على ذمة قضية في السعودية، وهذه الشروط تُحدد وفقاً لنظام الإجراءات الجزائية، ومنها:
- موافقة قضائية: لا يمكن تنفيذ قرار الإيقاف إلا بعد موافقة الجهة القضائية المختصة (مثل النيابة العامة أو المحكمة)، ويجب أن يتم التوقيف في مدة محددة لا تتجاوز الحدود القانونية المقررة.
- وجود دليل كافٍ ضد المتهم: لا يمكن توقيف الشخص إلا إذا كانت الأدلة تشير إلى احتمالية ارتكابه الجريمة.
- خطر على سير التحقيقات: إذا كان هناك شك بأن المتهم قد يهرب أو يتدخل في سير القضية، يتم اتخاذ قرار الإيقاف.
- وجود جريمة خطيرة: مثل القضايا المتعلقة بالأمن العام، الجريمة المنظمة، أو القضايا التي قد تؤثر على صحة المجتمع.
- احتمالية هروب المتهم: إذا كانت هناك دلائل قوية على أن المتهم قد يهرب أو يحاول مغادرة البلاد.
- تلاعب بالأدلة أو الشهادات: في حال كان هناك احتمال أن يقوم المتهم بتوجيه التلاعب أو التأثير على الشهود أو الأدلة.
- عدم التزام المتهم بالحضور: إذا كان المتهم قد تغيب عن جلسات التحقيق أو المحاكمة في وقت سابق دون عذر مقبول.
- تسبيب الأمر: يُلزم النظام بأن يكون أمر التوقيف “مسبباً ومحدداً المدة”، وتُسلم نسخة منه للموقوف.
إذا لم تتوافر هذه الشروط، يُعتبر قرار الإيقاف غير قانوني وقد يؤدي إلى إطلاق سراح المتهم.
حقوق الموقوف في النظام السعودي
تتعدد الحقوق التي يتمتع بها الموقوفون في السعودية، والتي تكفلها القوانين المعمول بها. تشمل هذه الحقوق:
- حق توكيل محامي جنائي: يحق للموقوف التواصل مع محامٍ للدفاع عنه، وهو من الحقوق الأساسية التي تكفلها الأنظمة السعودية.
- الحق في المحاكمة العادلة: يتمتع الموقوف بحق المحاكمة العادلة وفقاً للقانون، بما في ذلك الحق في تقديم الأدلة والشهادات.
- يحق للموقوف تقديم تظلم في أي وقت، كتابياً أو شفوياً، إلى مدير السجن أو جهة التوقيف، لينقل شكواه إلى عضو التحقيق أو النيابة العامة.
إجراءات التحقيق في النيابة العامة السعودية
التحقيق في النيابة العامة في المملكة العربية السعودية يتم وفقاً للقانون السعودي والإجراءات الجزائية المعمول بها. عندما يتم توقيف شخص، تبدأ النيابة العامة في التحقيق معه للتحقق من صحة التهم الموجهة إليه. يشتمل التحقيق على:
- يبدأ التحقيق بعد إصدار أمر التوقيف أو بعد القبض على المتهم، حيث يتولى محقق مختص عملية التحقيق في القضية.
- استجواب الموقوف: حيث يتم استجواب الموقوف حول التهم الموجهة إليه والأدلة المتاحة.
- جمع الأدلة والشهادات: تقوم النيابة العامة بجمع الأدلة والشهادات المتعلقة بالقضية، وقد تستدعي شهوداً أو فنيين.
- إصدار قرارات قانونية: بعد جمع الأدلة، قد تتخذ النيابة العامة قراراً بتقديم القضية إلى المحكمة أو إطلاق سراح المتهم.
ما هي الحالات التي تستوجب التوقيف على ذمة التحقيق في السعودية؟
توجد عدة حالات تستوجب التوقيف على ذمة التحقيق في النظام السعودي، وهي تشمل:
- الجرائم الجنائية الكبرى: مثل القتل، الإرهاب، السرقات الكبرى، وغيرها من الجرائم التي تمثل تهديداً للأمن العام.
- التحقيقات المتعلقة بالأدلة المهددة: إذا كان المتهم يمتلك أدلة قد يتلاعب بها أو يتسبب في إتلافها.
- التهديد بالهرب: في حال كان هناك خطر من هروب المتهم أثناء التحقيقات أو قبل المحاكمة.
- التهديد للشهود: إذا كان المتهم يشكل تهديدًا للشهود أو الضحايا في القضية.
قد يتطلب الأمر استناداً إلى هذه الحالات اتخاذ قرار بالإيقاف على ذمة التحقيق للتمكن من ضمان العدالة وحماية الأدلة والشهادات.
دور المحامي المتخصّص في التعامل مع قرار الإيقاف على ذمة قضية
دور المحامي الجنائي المتخصص حاسم في المراحل الأولى بعد صدور قرار الإيقاف:
- مراجعة أمر التوقيف (هل هو مسبب، محدّد المدة، قانوني) وتقييم مدى مشروعيته.
- تقديم طلبات تظلم أو طلبات إطلاق سراح مؤقت بكفالة، إذا توفّرت مبررات.
- إعداد مذكرات استئناف قانونية قوية تُبيّن أسباب الغاء التوقيف أو تقليل مدته، واستحضار الضمانات القانونية وأحكام النظام ذات الصلة.
- المتابعة مع النيابة أو الجهة القضائية، وضمان احترام حقوق الموقوف (الاتصال، الاتصال بالمحامي، الاطلاع على أوراق القضية).
الآثار القانونية للإيقاف على ذمة القضية في النظام السعودي
في النظام السعودي يحمل قرار إيقاف على ذمة قضية العديد من الآثار القانونية مثل:
- التوقيف هو إجراء احترازي مؤقت وليس عقوبة جنائية — لا يعني إدانة — والبراءة أو الإدانة تتقرر في المحكمة.
- الشخص الموقوف سواء “على ذمّة تحقيق” أو “على ذمّة قضية” له حقوق يضمنها النظام: معرفة سبب التوقيف، الاتصال بمحامي، إعلام ذويه، حق التظلم والمعاملة الكريمة.
- إذا ثبت أن التوقيف كان بدون مبرر أو تجاوز المدد النظامية، يمكن الطعن عليه أو المطالبة بالتعويض حسب ما نص عليه القانون.
الخروج من التوقيف: الكفالة والإفراج المؤقت وآلياتها
في بعض القضايا (خصوصاً القضايا غير الخطيرة أو عند عدم وجود خطر هروب أو تلاعب)، تسمح الجهة القضائية بإطلاق سراح المتهم مؤقتاً بكفالة — سواء كفالة مالية أو كفالة شخصية. الكفالة تعني أن شخصاً (كفيل) يتعهد بمحافظة المتهم على الحضور عند الطلب، أو دفع مبلغ مالي يحدده القاضي كضمان.
الإفراج المؤقت لا يعني براءة المتهم، بل يعني أنه حر مؤقتاً إلى حين انتهاء التحقيق أو صدور حكم نهائي. تتم هذه الإجراءات تحت إشراف القضاء لضمان حقوق الموقوف وحمايته من أي تجاوزات قانونية.
نصائح قانونية لمن تلقى قرار إيقاف على ذمة قضية
- اطلب نسخة مكتوبة من أمر التوقيف فوراً — تأكّد أن الأمر “مسبب” ومحدد “مدة”.
- استشر محامي جنائي مختص يساعد في تقييم مدى قانونية التوقيف وإمكانية الطعن فيه.
- قدم طلب تظلم أو إطلاق سراح بكفالة إذا كانت الظروف تسمح (عدم خطورة، ضمان حضور، انعدام خطر هروب أو تلاعب أدلة).
- توثيق كل الإجراءات والتصرفات (سجّل توقيت القبض، محاضر الاستجواب، طلبات التظلم، طلبات الكفالة…) — قد تحتاجها لاحقاً.
- متابعة سير التحقيق والمحكمة بانتظام، والتأكد من الالتزام بالمدد النظامية.
- إذا ثبت التوقيف بلا مبرر — إعداد ملف تعويض بحسب النظام.
الأسئلة الشائعة حول قرار إيقاف على ذمة قضية
كم أطول مدة ممكن أن يبقى الشخص موقوف على ذمة تحقيق؟
تبدأ المدة الابتدائية بخمسة أيام قابلة للتجديد، ويجوز تمديدها حتى ستة أشهر كحد أقصى بإذن قضائي مسبب.
هل يقدر المتهم يطلع بكفالة من التوقيف؟
نعم — في القضايا التي لا تستدعي استمرار التوقيف (بدون خطر هروب أو تأثير على الأدلة)، يمكن للنيابة أو المحكمة أن توافق على الإفراج المؤقت بكفالة مالية أو شخصية.
كيف أقدر أطلع من التوقيف على ذمة القضية؟
تقدر تطلب من محاميك يتقدم بطلب إفراج بكفالة أو استئناف ضد قرار الإيقاف، وإذا كان عندك أسباب قوية، ممكن يوافقون على خروجك.
ماذا يحدث إذا تم الحكم ببراءة المتهم بعد التوقيف؟
إذا تم إثبات براءة المتهم، يتم الإفراج عنه، ويمكنه المطالبة بالتعويض عن فترة التوقيف.
هل يحق لي أطلب تعويض إذا ثبت أن التوقيف كان بلا مبرر؟
نعم — النظام يجيز طلب تعويض لمن ثبت توقيفه احتياطياً دون مبرر قانوني.
نشكر لكم زيارة مقالنا
قرار إيقاف على ذمة قضية في النظام السعودي له أبعاد قانونية هامة ويؤثر على حقوق المتهمين. من خلال فهم الإجراءات القانونية، والاعتماد على شركة محاماة معتمدة، يمكن للموقوفين الدفاع عن حقوقهم بشكل فعال. إذا كنت تواجه هذه الحالة، استشارة محامي ذو خبرة في القضايا الجنائية يمكن أن يكون له تأثير كبير على مسار قضيتك.

المحامي محمد عبود الدوسري هو محامي سعودي ذو خبرة واسعة تتجاوز 15 عاماً في مجال المحاماة والاستشارات القانونية. يشغل حالياً منصب المدير العام لشركة محمد عبود الدوسري للمحاماة والاستشارات القانونية، حيث يقدم خدماته القانونية المتخصصة في العديد من المجالات، مثل قضايا الشركات، العقوبات، الملكية الفكرية، قضايا الأسرة، والمنازعات التجارية.
تُعد شركة محمد عبود الدوسري من الشركات الرائدة في المملكة العربية السعودية في تقديم الاستشارات القانونية الشاملة للأفراد والشركات. بفضل مهاراته القانونية العالية، واهتمامه الدقيق بتفاصيل القضايا، وسعيه المستمر لتحقيق العدالة، استطاع المحامي محمد عبود الدوسري أن يكتسب سمعة متميزة بين عملائه.
خبرته القانونية
أكثر من 15 عاماً من الخبرة العملية في مهنة المحاماة في المملكة العربية السعودية.
تقديم استشارات قانونية متخصصة للأفراد والشركات.
خبرة واسعة في التحكيم التجاري، المنازعات القضائية، والعقوبات.
قيادة فريق محترف في التعامل مع القضايا المعقدة أمام محاكم المملكة.
رئيس مجلس الإدارة
كمؤسس ومدير عام لشركة محمد عبود الدوسري للمحاماة والاستشارات القانونية، يشرف المحامي محمد عبود الدوسري على كافة العمليات القانونية ويوجه فريقاً من المحامين المتميزين في تقديم خدمات قانونية عالية الجودة.







